الأخبار

في إطار الديناميكية التنظيمية لاستقبال النسخة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية المقررة من 25 يوليو إلى 5 أغسطس 2025 بالجزائر، باشرت اللجنة الوطنية لتنظيم الألعاب الإفريقية المدرسية، برئاسة السيد عمار براهيمة، سلسلة زيارات ميدانية إلى الولايات المضيفة بهدف تقييم التحضيرات التقنية واللوجستية وضبط آخر الترتيبات قبل الحدث.

شملت هذه الزيارات، التي نُفذت على مراحل منذ بداية التحضيرات، ولايات عنابة، سكيكدة، قسنطينة وسطيف، وهي المدن الأربع التي ستستضيف المنافسات. أما الجولة الأخيرة للتفتيش فقد جرت من 24 إلى 27 يونيو 2025، حيث تم تقييم تقدم الأشغال والإجراءات التنظيمية، إضافة إلى تنسيق الجهود بين اللجان المركزية والمحلية.

متابعة ميدانية تحت إشراف لجان متعددة التخصصات
شارك عدد كبير من أعضاء اللجان الفرعية التابعة للجنة الوطنية للتنظيم في هذه الزيارات، حيث اضطلعت كل لجنة بدور رئيسي في تقييم مختلف الجوانب التنظيمية على مستوى المدن المضيفة. قامت لجنة البنى التحتية بفحص حالة المنشآت الرياضية المخصصة للمنافسات والتدريبات الرسمية، مع التركيز على الجوانب التقنية وتقدم الأشغال. أما لجنة المعدات فقد راجعت الوسائل التقنية واللوجستية بما في ذلك المعدات الرياضية، للتحقق من مطابقتها للمعايير الدولية المعتمدة في المنافسات المدرسية.

كما قامت لجنة المنافسات بدراسة الجداول الزمنية وتوزيع التخصصات على المنشآت، والتنسيق مع الاتحادات الرياضية الوطنية والإفريقية لضمان سير المباريات بشكل منظم وتحكيم محايد. في حين عملت لجنة الإعلام والاتصال على وضع ترتيبات التغطية الإعلامية، تحديد مناطق البث المباشر، وتنظيم إجراءات الاعتماد للصحفيين المحليين والأجانب لتأمين تدفق المعلومات بين المنظمين ووسائل الإعلام.

ولم تُغفل الجوانب الصحية؛ حيث قيّمت لجنة الصحة جاهزية المرافق الطبية ونقاط الإسعاف، وراجعت خطط التدخل السريع، وأماكن تمركز الفرق الطبية ونظام الاستجابة لأي طارئ صحي. أما لجنة الاعتماد فقد أشرفت بدقة على ملفات المشاركين من الوفود الرسمية والرياضيين والمؤطرين، وأتمّت النظام الإلكتروني للاعتماد لضمان ولوج آمن وسلس لمواقع الحدث.

أسفر هذا التنسيق بين اللجان عن وضع تشخيص دقيق لمستوى جاهزية المدن المضيفة، وتوحيد الرؤية العامة، وتحديد النقاط التي تحتاج لتعزيز قبل الدخول في المرحلة النهائية من التحضيرات.

اجتماعات مع الولاة واللجان المحلية للتنظيم
خلال كل زيارة، عقدت اللجنة الوطنية اجتماعات تنسيقية مع الولاة والسلطات المحلية لمتابعة تقدم التحضيرات وحل أي عوائق تنظيمية. كما عقدت جلسات عمل مع اللجان المحلية لعرض المخططات التنظيمية لكل ولاية.

تطرقت هذه الاجتماعات لموضوع إيواء وإطعام الوفود في الإقامات الجامعية والهياكل الفندقية المعتمدة، مع ضمان السعة والجودة وظروف الاستقبال. كما ناقشت توزيع المنافسات والتدريبات حسب خصوصية كل رياضة، مع السهر على تنسيق الجداول وضمان انسيابية التنقل بين المواقع.

كما تم تناول البرامج الثقافية والترفيهية والسياحية المصاحبة للألعاب بهدف إبراز التراث والتنوع الثقافي للمدن المضيفة وإثراء تجربة الوفود الإفريقية المشاركة. كما أولت الاجتماعات أهمية خاصة لتنظيم النقل الداخلي وفعالية شبكة التنقل بين الإقامات والملاعب وقاعات المنافسة، مع التأكيد على ضرورة توفير وسائل نقل سريعة ومرنة تخدم الرياضيين والمرافقين والإعلاميين.

في الجانب الصحي واللوجستي، تم التركيز على تحديد بروتوكولات الصحة والإجراءات الوقائية، حضور الفرق الطبية في المواقع الأساسية، مراجعة خطط الطوارئ وتوزيع نقاط الإسعاف. كما نوقشت الجوانب التقنية واللوجستية لإدارة المنافسات اليومية ونظام صارم لإدارة الموارد والمعلومات.

في ختام كل زيارة، قدّم أعضاء اللجنة الوطنية بقيادة السيد عمار براهيمة توصيات عملية وملاحظات دقيقة لتعزيز جاهزية الفرق المحلية وضمان انسجام عمل مختلف الأطراف. وتم التأكيد على احترام المواعيد النهائية، وتحقيق انسجام عمودي بين اللجان الوطنية والمحلية، وتنسيق أفقي بين القطاعات لضمان نجاح الحدث وفق تطلعات الجزائر وآمال إفريقيا.

تعزيز مبدأ التنظيم اللامركزي وتثمين القدرات المحلية
تندرج هذه الجولات في إطار مقاربة تنظيمية تهدف لإشراك فعلي للولايات والفاعلين المحليين في إنجاح الحدث، عبر توسيع صلاحيات اللجان المحلية وتثمين الموارد والكفاءات المتاحة ميدانيًا، مما يسمح بتوزيع فعال للأدوار وتسهيل اتخاذ القرار على المستوى المحلي.

وفي هذا السياق، أكد السيد عمار براهيمة أن هذه الزيارات سمحت بملاحظة تفاصيل لا يمكن رصدها عن بعد، مضيفًا: «التنظيم لا يعتمد فقط على الخطط، بل على انسجام حقيقي ميداني يجمع كل المستويات حول هدف واحد: إنجاح النسخة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية على كل الأصعدة.»

رؤية شاملة لموعد قاري تاريخي
يقام هذا الحدث الرياضي التربوي غير المسبوق تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وبدعم من الهيئات الإفريقية والدولية، لاسيما الأنوكا والاتحاد الدولي للرياضة المدرسية، وبمشاركة متوقعة لأكثر من 3500 رياضي و1000 مؤطر من 22 دولة إفريقية في 25 تخصصًا رياضيًا.

العد التنازلي نحو النجاح
مع اقتراب موعد الألعاب، تمثل هذه الزيارات الميدانية محطة مفصلية في التحضيرات العملية والدخول في المرحلة النهائية، في روح من الالتزام الجماعي للفاعلين المركزيين والمحليين لتقديم نسخة تليق بطموحات الجزائر والقارة الإفريقية بأكملها.